مشروع سفينة العراق
ينطلق في سنة 2018، (مشروع سفينة العراق) لإعادة وتنشيط الحِرَف التراثية وخاصة صناعة الزوارق التقليدية لعموم أرجاء العراق إبتداءاً بالوسط والجنوب، والذي سيتم تنفيذه خلال سنة من العمل والبحث الميداني، بالتعاون مع السكان المحليين وسيتم تقديمه من قبل (مشاريع السفينة) بالشراكة مع الوزارات، المتاحف والجامعات العراقية.
هذا المشروع (سفينة العراق) بدعم من قبل المجلس الثقافي البريطاني/ برنامج صندوق الحماية الثقافية والذي يُقام مع (قسم الشؤون الرقمية، الثقافية، الإعلام والرياضة) وبهدف حماية الموروث التراثي المهدد بالإنقراض بسبب النزاعات القائمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
زوارق دجلة والفرات:
تمثل الزوارق التقليدية العراقية تراثًا حرفيًا مستمرًا منذ أقدم العصور التاريخية تاريخ لوادي الرافدين. تُبنى تلك الزوارق بصورة أساسية بإستخدام المواد المحصودة محلياً. يتم تشكيلها بطريقة تُناسب المحيط البيئي للزوارق. أمثلة عليها (القُفة أو الكفة) وهي عبارة عن سلة مكونة من لفائف (سفايف) مصنوعة من الأعشاب (الحلفة) وخوص سعف أشجار النخيل مُدعّمة بسيقان الرمان (شطيب). أما المشاحيف والتي تمثل رمز من الرموز الثقافية الجنوبية وعلى وجه التحديد (الطرّادة) تمثل الزوارق التي تُستخدم من قبل شيوخ عرب الأهوار، فهي مصممة لتخترق القصب الذي يَنبُت في مياه الأهوار، بواسطة مقدمتها الطويلة المقوسة والتي تعتبر من المظاهر الجمالية وعز وفخر لمالكها.
تُهدد الحرف التراثية القديمة والفريدة بالإنقراض وذلك بسبب عقود من النزاعات والصدامات، من ضمنها تهجير السكان وتراجع مناسيب المياه في الأهوار وتدهور أحوال بقية النُظم البيئية. إن إعادة إكتشاف فنون صناعة الزوارق التراثية المهددة بالإنقراض سيساعد في فهم التراث الحضاري للعراق والحفاظ عليه ويعزز فرصه في إستدامة السياحة، الإستجمام والرياضات الملاحية.
التوثيق وإعادة تنشيط الزوارق المهددة بالإنقراض:
يقوم فريق مشروع سفينة العراق بالبحث عن آخر بناة الزوارق التراثية في المنطقة كما يقوم بعض الصنّاع بمشاركة مهاراته في صناعتها مع أبنائهم لإعادة تشكيل أربعة أنواع من الزوارق التقليدية. كما يعمل المشروع على المصادر المؤرشفة، المحفوظات الأثرية والتأريخ الشفوي لملئ الفجوات في المعلومات حول أنواع الزوارق المفقودة، ولإكتشاف وظائف الزوارق في المنطقة حضارياً وفي الحياة الإجتماعية في تاريخ الحضارة الحديث.
ستجوب السفينة المقدمة من مشروع سفينة، نهر الفرات باسطول من الزوارق لإعادة تقديم المحليين الى تراثهم وربطهم به، وستبدأ الرحلة في بداية شهر 3 سنة 2019 من الحلة وتنتهي بالبصرة. كما سيوفر المشروع فرص عمل ميدانية فريدة لطاقم من المحليين بما في ذلك مختصين أكاديميين. إعادة بناء القوارب، الرحلة النهرية، والتاريخ المروي سيوثق عن طريق تسجيلات صورية وصوتية كما سيتم توثيقه كتابياً. عبر أقامة متحف إفتراضي وأرشيف رقمي حيث ستكون هذه التسجيلات قابلة للمشاركة محلياً وعالمياً.
شركائنا في المشروع:
وزارة الموارد المائية- مركز إنعاش الأهوار والأراضي الرطبة العراقية.
وزارة الثقافة- متحف البصرة.
متحف التاريخ الطبيعي في البصرة.
مجموعة إضافية من الشركاء الذين سيتم الإعلان عنهم لاحقاً.